العبادي: لست منحازا لأمريكا أو غيرها
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن أي حركة للطائرات الأمريكية لا تتم إلا بموافقة الحكومة العراقية، مشيرا إلى أن مايتردد بهذا الشأن عبر وسائل الإعلام لا يحوي معلومات عن التوقيت ونوع الطائرة وفي أي مكان كانت ولو كان قريبا نستطيع أن نبحث على أساسه ونحقق وفق معلومات وليس شائعات، على حد قوله.
وأضاف العبادي: "عندما نسأل عن مصدر الخبر يقولون مصدر أمني، وعندما نسأل ضابط رفع كتابا بذلك، يقول رفعته لكي استفسر بناء على معلومة، وأنا أؤكد أن رادارت الدفاع الجوي العراقي لم تسجل حركة غير تلك التي نوافق عليها".
وكشف العبادي، في رده على أسئلة النواب في البرلمان العراقي، مساء أمس الاثنين، عن أن طائرة مروحية أمريكية من طراز "أباتشي" تعرضت لإطلاق نار في الحبانية جنوب الرمادي مؤخرا، من موقع للفرقة الأولى العراقية، وقال: "المنطقة التي حدث منها الرمي على الطائرة تتبع الحشد الشعبي، وهذا كان شيئا خطيرا، لأنه كان من الممكن أن ترد الطائرة على مصدر إطلاق النار، ما قد يسفر عن مقتل جنود عراقيين أو أفراد من الحشد الشعبي".
وقال: "أنا سمعت من الإعلام أنه تم إسقاط أباتشي أمريكية في بغداد، في الوقت الذي كان وزير الداخلية هناك مع قائد الشرطة الاتحادية، وعندما سألنا لم نجد شيئا من ذلك".
ولفت العبادي إلى أن لكل دولة من دول الجوار مصالح، وبعضها غير راض عن العراق وحكومته، وقد يقدم مصالحه على مصالحنا، متابعا: "اليوم عندنا اتفاقية من الحكومة ومجلس النواب السابقين، ووجود بعض قوات تم بطلب من العراق في إطار المساعدة الدولية من خلال الأمم المتحدة حماية للعراق، والحكومة الحالية أقرت هذا الأمر بالإجماع".
وقال: "لو أن هناك عدم رضا عن القوات الأجنبية، يحدث تصويت في مجلس النواب إذا أردتم إيقاف التعاون مع التحالف الدولي، ونحرر بمفردنا أراضينا، أما أن تطلب قوات وتأتي تحت حمايتنا ثم نحرض ونرمي عليها، ونطلق الشائعات، هذا ليس من أخلاق دولة العراق، ويجب أن يتوقف هذا الموضوع، لأن ذلك ربما يجرنا إلى مصادمات لأهداف أخرى".
ونبه إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش و"البعث" ليسا بعيدين عن هذا، قائلا: "يريدون أن نصبح وحدنا بدون الحشد الدولي، كنا نناشد العالم ليقف معنا، رغم أننا كنا نتمنى أكثر من ذلك من التحالف الدولي كما حدث سابقا في التحالف الدولي في التسعينيات، وعام 2003".
وأكد رئيس الوزراء العراقي على ضرورة احترام قرار الدولة والحكومة، واستدرك قائلا: أنا لست منحازا للجانب الأمريكي أو غيره، ولكن منحاز فقط للعراق وسيادته"، مشددا: "أنه لا توجد قوات مقاتلة على الأرض العراقية ومن يقول بذلك فليخبرني بالدليل والمعلومة، هناك مدربون معروف عددهم وأماكنهم بالقواعد العسكرية التي هي تحت سيطرة وقيادة الجانب العراقي"، وطالب السياسيين بالتوحد في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وشكا العبادي من أن قانون الموازنة العامة الذي أقره مجلس النواب وجرت عليه تعديلات في البرلمان قلص وقيد الصلاحيات المالية للحكومة، ما حال دون الإيفاء ببعض الالتزامات المالية في إغاثة النازحين الضرورية، وقال: إن حل مشكلة النازحين باعادتهم إلى مناطقهم بعد تأمين سكنهم، وضمان عدم عودة مقاتلي تنظيم "داعش" إلى المناطق المحررة.
ولفت إلى أن قوات "الحشد الشعبي" ليست ميلشيا بل مؤسسة رسمية جاءت بموافقة الحكومة، ووصف اغتيال الشيخ قاسم الجنابي في بغداد بـ "المؤامرة" التي تستهدفه شخصيا، بعد إنجازات حدثت في العاصمة، موضحا: "هذه المؤامرة لم تستهدف فقط المكون السني"، محذرا من الضغوط التي تمارسها بعض الجهات على الشركات النفطية، وهو ماسيؤثر على زيادة إنتاج النفط بالعراق.
وأعلن رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، أمس الثلاثاء، أن رئاسة المجلس تسلمت تقرير لجنة الأمن والدفاع النيابية عن "مجزرة سبايكر"، منوها بدور اللجنة والتزامها بسقف المدة الزمنية لتقديمه.
وقال: إن "المجلس سيعرض على الشعب العراقي أهم ما توصل إليه التقرير من نتائج بشأن مجزرة سبايكر".
يذكر أن "مجزرة سبايكر" نفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويتهم بعثيون من فلول نظام صدام حسين بالمشاركة فيها، عقب أسر جنود عراقيين من قاعدة سبايكر في يوم 11 يونيو/حزيران 2014، بعد سيطرة التنظيم على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين ومدينة الموصل بمحافظة نينوي، حيث أسروا 1700 جندي وقادوهم إلى الصحراء، وقتلوهم رميا بالرصاص، فيما دفن بعضهم أحياء، وقد صور عناصر "داعش" المجزرة، التي نجا منها بعض الجنود العراقيين، ورووا ماحدث من تسليم القاعدة وهروب القادة العسكريين.